راقب الفجوة ... واكسب الصحوة

راقب الفجوة ... واكسب الصحوة



الحقيقة في الفراغ والفناء...



في لحظة تفصل بين الأفكار والكلمات والرغبات.....



لحظة بين النوم واليقظة.... بين الجسد والروح... بين الحياة والموت....





في أحاسيسك المتبدلة المتقلبة... عندما ينقلب الحب إلى كراهية... عندما لا تشعر بالحب لكن الكراهية لم تأتي بعد....



في حياتك وأوقاتك.... عندما يتحول الماضي إلى مستقبل... لحظة يتوقف فيها الزمن... لا يوجد ماضي فيها ولم يأتي بعد المستقبل إليها...

تلك اللحظة... هذه البرهة الخاطفة هي البرهان.... هي الحاضر الأقوى من أي زمان...





هذه اللحظات الخاطفة شفافة ومرهفة.... تأتي في كل أوقات الحياة بآلاف الطرق والأوصاف....



كل يوم تتغير عواطفك ومزاجاتك وطوال الوقت تقفز بين الحب والكره وبين الفرح والحزن، وتعبر بك اللحظات والفجوات وأنت نائم غفلان يا إنسان....



لقد تعلمنا وتعوّدنا ألا ننظر إلى الفجوات.... بل تأخذنا الأحداث ولا ننتبه لها إلا بعد حصولها وانتهائها.... أي عندما تصبح جزءاً من الماضي...



أو أننا ننتبه لها وننتظرها عندما تكون قادمة من المستقبل....



أما عندما يكون الحدث حادثاً هنا والآن.... بطريقة ما نغمض عيوننا كأننا عميان.....





مثلاً..... عندما تكون غضبان... تجد أنك تفقد النظر والبصر... كأنك تقطع البصل... وبعدها تندم على ما حصل....

في تلك اللحظة.... عندما يكون الغضب قادماً وظاهراً... تشعر به وتتلبك وتتشبك لأنه سيأتي من جديد....

أما عندما يستملكك ويتحكم بك، تفقد النظر والسمع والوعي وتقع في ظلمة اللاوعي...





الفاصل دقيق والفجوة شيء رقيق.... فإذا لم تكن متيقظاً صاحياً ستمرّ بك دون أن تدري.... أما عندما تكون حاضراً متأملاً متعبّداً في أعمالك، ستكون قادراً على الرؤية بالبصيرة المنيرة.... سترى فراغاً يفصل بين الفكرة والفكرة.... فراغاً يحمل التفكّر والذكرى.... لتحصل على الحكمة والعِبرة.....



إنني أعطيك مجرد مفتاح.... عليك أنت أن تبدأ بقول يا فتّاح وتبدأ الرحلة الداخلية حتى تصل إلى بيتك وترتاح....





عندما يقترب النوم.... حاول أن ترى فجوة الغفوة... بين النوم واليقظة... هناك لحظة... تعبر بسرعة ولا تستمر...

لحظة خفيفة مثل نفخة ريح لطيفة.... عندما تشعر بها لا تلبث أن تختفي... لكنك إذا أمسكتَ بها ستتفاجأ لأنك أمسكتَ أعظم كنز في الحياة...





حتى عندما تعبُر بسحر تلك اللحظة دون وعي، ستحصل على فائدة السّعي... سيصل إليك شيء من عطرها ليتغلغل في روحك وينعشها.....



لكن حاول منذ الآن.... أن تفتح الآذان لسماع الأذان الحقيقي في كل مكان وأوان... وتدريجياً سيأتي إليك السر والجواب والبيان.......