الرجال من المريخ والنساء من الزهره

السلام عليكم
يعتبر كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهره وسيله لاتقدر بثمن لتطوير علاقات اعمق وأكثر اشباعاً .

قال عنه (هارولدز بلومفيلد) : "... دليل رائع لفهم علاقات الذكور بالاناث"
كما قال عنه ( جيرالد غامبولسكي):"... كتاب رائع يقدم املاً واستبصاراً للحصول على علاقات سليمه صحيحه "


قراءة في كتاب:-
الرجال من المريخ النساء من الزهرة

أسم الكتاب:- الرجال من المريخ والنساء من الزهرة
أسم المؤلف :- د. جون غراي
أسم المؤلف :- د. حمود الشريف
الطبعة :- الطبعة الثانية (2004)
دار النشر :- الحقوق المحفوظة لمكتبة جرير
ويعد هذا الكتاب من أكثر الكتب مبيعاً في العالم

مقدمه :-
إن هذا الكتاب يسد حاجة ماسه لدى الرجال والنساء لتأسيس فهم صائب عن الطبيعة المختلفة لكلاُ من الرجل والمر أه . كما أن نمط الحياة لغالبية مجتمعات الأرض وخاصة في ظل الاتجاه العالمي وسهولة انتقال التأثيرات من مجتمع إلى آخر ، مع استثناءات قليلة جداً لمجتمعات بدائية معزولة تتسم بالكثير من التوترات والاحباطات المتكررة .
هذا الكتاب جاء نتيجة خبرات علاجيه عميقة ودراسات ميدانيه وتحليل لبيانات جمعت من عينات كبيرة .
كما أن الكاتب يكرر عرض الأفكار بطرق مختلفة ، وكأنه كان واضحاً في ذهنه انه يكتب لأناس من مختلف المشارب وبالتالي كرر عرض أفكاره بطرق وتعبيرات مختلفة ليوصل أفكاره إلى اكبر عدد من القراء .
ولا يقتصر الاختلاف على ما يعرضه الكاتب بين جنس الرجال والنساء .إننا كأفراد مختلفون في شخصياتنا بقدر اختلاف بصمات الإبهام ، ومن هنا فلعل مادة الكتاب تؤسس قاعدة متينة لإدراك الفروق عموماً تنبني عليها قدره أعظم لدى كل منا على احتمال هذه الاختلافات لنتمكن بالتالي من الإبقاء على علاقتنا وتعزيزها لتحقيق السعادة.


الفصل الأول (الرجال من المريخ النساء من الزهرة)

تخيل أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة وفي أحد الأيام منذ زمن بعيد بينما كان أهل المريخ ينظرون من خلال مناظيرهم المقربة اكتشفوا أهل الزهرة وبلمحه خاطفه أيقظ أهل الزهرة مشاعر لم يكن لأهل المريخ بها عهد . لقد وقعوا في الحب واخترعوا بسرعة سفناً فضائية وطاروا بها إلى الزهرة .
فتح أهل الزهرة اذرعتهم ورحبوا بأهل المريخ وكانوا بفطرتهم يعرفون أن هذا اليوم سيأتي وتفتحت قلوبهم على مصراعيها لحب لم يشعروا به من قبل.
لقد كان الحب بين أهل المريخ وأهل الزهرة سحرياً لقد كانوا مسرورين للغاية لوجودهم مع بعض وقيامهم بعمل أشياء مع بعض ومشاركتهم لبعضهم البعض وعلى الرغم من أنهم من عوالم مختلفة فقد وجدوا متعه بالغة في اختلافاتهم . لقد قضوا شهور يتعلمون عن بعضهم ويستكشفون حاجاتهم المختلفة وتفضيلاتهم وأنماطهم السلوكية ويقدرونها حق قدرها وعاشوا مع بعض في حب وانسجام .
ثم بعد ذلك قرروا السفر إلى الأرض كان كل شي مدهشاً وجميلاً ولكن تأثير جو الأرض غلب عليهم وفي صباح احد الأيام استيقظوا وكل واحد منهم يعاني فقدان ذاكرة ، فقدان ذاكره اختياري .
نسي أهل المريخ وأهل الزهرة إنهم كانوا من كواكب مختلفة وانه يفترض بهم أن يكونوا مختلفين وفي صباح احد الأيام كان كل شي تعلموه عن اختلافاتهم قد محي من ذاكرتهم ومنذ ذلك اليوم كان الرجال والنساء على خلاف .

تذكر اختلافاتنا :-

بغير الوعي بأننا من المفترض أن نكون مختلفين سيكون الرجال والنساء على خلاف مع بعضهم البعض فنحن في العادة نصبح غضبانين أو محبطين مع الجنس الآخر لانتا ننسى هذه الحقيقة المهمة . إننا نتوقع أن يكون الجنس الآخر شبهنا تقريباً ونحن نرغب منهم أن "يريدوا ما نريد " وان " يشعروا كما نشعر " .
فمثلاً نحن مفترض مخطئين انه إذا كان وإباؤنا يحبوننا فانه سيكون ردة فعلهم أو تصرفاتهم كما هو أسلوبنا وردات فعلنا وتصرفاتنا عندما نحب أحدا ما وهذا يسبب غالباً خيبة أمل اتجاههم ويحرمنا من استغلال الوقت الضروري للتواصل بحب عن اختلافاتنا .
والرجال يتوقعون خطأ أن تفكر النساء وتتواصل وتستجيب بالأسلوب الذي يتبعه الرجال والنساء يتوقعن أن يشعر الرجال ويتواصلون ويستجيبون بالأسلوب الذي تتبعه النساء لقد نسينا أنه يفترض أن يكون الرجال والنساء مختلفين ونتيجة لذلك تكون علاقتنا مليئة باحتكاكات وصراعات غير ضرورية .
ومن الواضح إن إدراك واحترام هذه الاختلافات يؤدي إلى تناقص الارتباك حين تتعامل مع الجنس الآخر بدرجه مذهله .وحينما تتذكر أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة فكل شئ يمكن فهمه .

النية الحسنه لا تكفي :-

إن الوقوع في الحب شيء سحري دائماً تشعر كأنه ابدي وكأن الحب سيدوم إلى الأبد .إننا نعتقد بسذاجة إننا مستثنون من المشكلات التي واجهها آباؤنا ولا يوجد لدينا احتمال بأن الحب قد يموت ومطمئنون إلى انه وجد ليبقى وانه مقدر لنا أن نعيش سعداء إلى الأبد . لكن السحر يتقهقر وتكون الغلبة للحياة اليومية و يظهر للعيان أن الرجال يتوقعون من النساء أن تكون ردود أفعالهن مثل الرجال والنساء كذلك يتوقعن أن تكون ردود أفعال الرجال مثلهن ودون وعي صريح منا باختلافاتنا فنحن لا نأخذ الوقت الكافي لنفهم ونحترم بعضاً البعض . ونصبح كثيري المطالب قاسين ومستاءين ونصدر الأحكام وغير قادرين على التحمل .
ومع أفضل وأعظم النوايا فإن الحب يموت وبطريقة ما تتسلل المشكلات ويتراكم الاستياء وتتعطل الاتصالات وتزداد عدم الثقة وينتج الجفاء والكبت ويضيع سحر الحب .
نسأل أنفسنا :
كيف حدث هذا ؟
لماذا حدث هذا ؟
لماذا يحدث لنا هذا ؟
وللإجابة على هذه الأسئلة طورت أعظم عقولنا نماذج فلسفيه ونفسيه رائعة ومعقده ومع هذا تعود الأنماط القديمة ويموت الحب ويحدث هذا تقريباً لكل الناس.
وعندما يكون الرجال والنساء قادرين على أن يحترموا اختلافاتهم ويتقبلوا ها عندئذ تكون الفرصة سانحة ليزهر الحب . وعن طريق فهم الاختلافات الخفية للجنس الآخر نكون قادرين على بذل وقبول الحب الذي في قلوبنا بنجاح اكبر . وبالمصادقة على اختلافاتنا وتقبلها يمكن أن تكتشف حلول إبداعيه نستطيع بواسطتها أن نحصل على ما نريد والأكثر أهميه نستطيع أن نتعلم كيف نحب الأشخاص الذين نهتم بهم ونساندهم بشكل أفضل .
الحب السحري يمكن أن يدوم إذا تذكرنا الفروق بيننا .
الفصل الثاني :-
السيد الخبير ولجنة تحسين البيت

إن أكثر شكوى تعبر عنها النساء من الرجال مفادها أن الرجال لا يستمعون .فإما أن يتجاهلها كلياً عندما تتكلم أو ينصت إليها لثوان معدودة مقيماً ما يزعجها .ثم يضع بتفاخر قبعة الخبير ويقدم لها حلا ً ليجعلها تشعر بتحسن . انه يضطرب عندما لا تقدر إيماءة الحب هذه حق قدرها ومهما كررت إخباره بأنه لا ينصت فإنه لا يستوعب ذلك ويستمر في القيام بنفس الفعل .إنها تريد التعاطف وهو يظن إنها تريد حلولاً .
وأكثر شكوى يعبر عنها الرجال من النساء هي أن النساء يحاولن دائماً أن يغيرونهم . عندما تحب المرأة رجلا تشعر أنها مسئوله عن معاونته ليتطور وتحاول مساعدته لتحسين طريقة عمله للأشياء فهي تقوم بتشكيل لجنه لتحسين البيت ويصبح شغلها الشاغل ومهما قاوم مساعدتها فإنها تصبر منتظرة أي فرصه لمساعدته أو لإخباره ماذا يفعل إنها تعتقد إنها تنميه بينما يشعر هو انه متحكم فيه ويريد بدلاً من ذلك أن تتقبله .

الحياة على سطح المريخ :-

يمجد أهل المريخ القوة والكفاءة والفاعلية والانجازانهم دائماً يعملون أشياء ليبرهنوا عن أنفسهم ويطوروا مهارات القوه لديهم ويحدد مفهوم الذات لديهم بواسطة قدرتهم على تحقيق نتائج أنهم يشعرون بالإشباع عن طريق النجاح والإنجاز بصوره رئيسيه .
كل شيء على المريخ يعتبر انعكاساً لهذه القيم حتى ملابسهم صممت لتعكس مهاراتهم وقدرتهم .
إنهم لايقرأون مجلات مثل علم النفس اليوم ، الذات أو الناس إنهم مشغولون بالا نشطه الخارجية مثل الصيد وسباق السيارات ومهتمون بالأخبار والطقس والرياضة ولا يعيرون اهتماماً لروايات العشق وكتب المساعدة الذاتية .
إنهم يهتمون بالمدركات الحسيه والأشياء بدلاً من الناس والمشاعر . حتى في الوقت الراهن على الأرض بينما تحلم النساء بالحب يحلم الرجال بالسيارات الفارهة والكمبيوترات الأكثر سرعة والآلات والتكنولوجيا الحديثة الأكثر قوة .
تحقيق الأهداف مهم جداً بالنسبة للمريخي لأنه وسيلته للبرهنة على مقدرته وبالتالي للشعور بالرضا عن نفسه وبالنسبة له يجب أن يحقق تلك الأهداف بنفسه لكي يشعر بالرضا عن نفسه ، أهل المريخ يفتخرون بعمل الأشياء بأنفسهم . وفهم هذه الصفة المريخيه يمكن أن يساعد النساء على إدراك لماذا يقاوم الرجال بشده محاولة التصحيح أو إخبارهم ماذا يفعلون . أن تقدمي النصيحة لرجل دون التماس منه يعني انكِ تفترضين انه لا يعرف ماذا يفعل أو انه لا يستطيع القيام به بنفسه .والرجال حساسون لهذا الأمر لان مسألة المقدرة مهمة جداًبالنسبه لهم .

الحياة على سطح الزهرة :-
للزهريات قيم مختلفة إنهن يقدرن الحب والاتصال والجمال والعلاقات . إنهن يقضين وقتاً طويلاً في مساندة ومساعدة ورعاية بعضهن البعض إن فكرتهن عن أنفسهن تحدد عن طريق مشاعرهن ونوعية علاقاتهن إنهن يشعرون بالإشباع بالمشاركة والتواصل. فكل شيء على سطح الزهرة يعكس هذه القيم لذلك نجد أن الزهريات تهتم أكثر بالعيش مع بعضهن البعض في انسجام ، وهن على عكس المريخيين إنهن يستمتعن بلبس مختلف كل يوم وفقاً لكيفية مشاعرهن والتعبير عن الذات خاصة عن مشاعرهن وربما يغيرون ملابسهن عدة مرات في اليوم كلما تغير مزاجهن.
الاتصال ذو أهمية بالغة والبوح بمشاعرهن أهم من تحقيق الأهداف والنجاح والحديث والتواصل مع بعضهن يعتبر مصدراً هائلا ًللإشباع .
وهذا الأمر يستعصي على الرجل فهمه وبدلاً من كون وجهتهم نحو الهدف تكون وجهة النساء نحو العلاقات إنهن مهتمات بالتعبير عن طيبتهن وحبهن ورعايتهن .
كل فرد على سطح الزهرة يدرس علم النفس ولديه على الأقل درجة ماجستير في الإرشاد النفسي . إنهن يستغرقن جداً في النمو الذاتي والروحانية وأي شيء يمكن أن يمد بالحياة والشفاء والنمو .
سطح الزهريات مغطى بالمتنزهات والحدائق الفطرية ومراكز التسوق و المطاعم .
الزهريات عفويات جداً لقد طورن هذه القدرة عبر القرون إنهن يتفاخرن بمراعاة حاجات الآخرين ومشاعرهم ومن دلائل الحب العظيم أن تقدم مساعده أو عوناً لزهرية أخرى دون أن يطلب منها ذلك .
ولأن إثبات مقدرة الشخص ليس ذا أهميه بالنسبة للزهريات فتقديم المساعدة ليس تهجماً واحتياج المساعدة ليس من علامات الضعف ولكن الرجل يمكن أن يشعر بالضيق لأنه حين تقدم له المرأة النصح لا يشعر هو بأنها تثق في قدرته على القيام بذلك بنفسه .
والمر أه ليس لديها أي تصور عن حساسية الرجل هذه لأنه بالنسبة لها مفخرة إذا تقدم أحد لمساعدتها إن ذلك يؤدي إلى الشعور بأنها محبوبة ومعززه ولكن تقديم المساعدة لرجل يشعره بالعجز والضعف وربما عدم الحب.

كفي عن إسداء النصائح :-

دون هذا التبصر في طبيعة الرجل فإن من السهل جداً على المرأة دون علم أو قصد أن تنتهك وتجرح مشاعر الرجل الذي تكن له اكبر الحب .
على سبيل المثال كان توم وهاري ذاهبان إلى حفله .كان توم يقود السيارة وبعد نحو عشرين دقيقه من الدوران في نفس المنطقة كان واضحاً لماري أن توم قد تاه واقترحت في النهاية أن يتصل طلباً للمساعدة . أصبح توم صامتاً جداً . لقد وصلوا أخيرا إلى الحفلة ولكن منذ تلك اللحظة استمر التوتر طوال المساء ولم يكن لدى ماري أي فكره لماذا كان متضايقاً جداً .
من ناحيتها كانت تقول "أنا احبك واهتم بك لذا فانا أقدم هذه المساعدة ".
أما من ناحيته فهو يشعر بأنه مجروح والذي سمعه كان " لا أثق بأنك ستوصلنا إلى هناك . أنت عاجز"
دون أن تعرف عن الحياة على سطح المريخ لم تكن ماري قادرة على تقدير مدى أهمية تحقيق توم هدفه دون مساعده .وتقديم المساعدة كان أقصى أهانه .
لم تكن ماري لتعلم انه عندما أصبح توم تائهاً وأخذ يدور حول نفس المنطقة أنها كانت مناسبة خاصة لتشعره بالحب والتأييد لقد كان في تلك اللحظة خاصة شديد التأثر ويحتاج إلى مزيد من الحب واحترامه بعدم بذل النصح له كان يمكن أن يكون هديه توازي شراءه لها باقة جميله من الزهور أو كتابة بطاقة حب إليها .
وبعد أن عرفت عن أهل المريخ وأهل الزهرة تعلمت ماري كيف تدعم توم في مثل تلك الأوقات الحرجة وفي المرة التالية عندما تاه توم بدلاً من تقديم العون أحجمت عن تقديم أي نصيحة وأخذت نفساً عميقاً وقدرت في قلبها ما يحاول توم القيام به من اجلها وكان توم عظيم الامتنان لها لتقبلها الحار وثقتها.
عموماً حين تقدم المرأة نصيحة دون أن يطلب منها ذلك أو تحاول مساعدة الرجل فإنها لا تدري كم تبدوا له غير ودوده وانتقاديه .
أهل المريخ يتفاخرون بكونهم خبراء خاصة حينما يقتضي الأمر إصلاح أشياء آلية أو الوصول إلى أماكن أو حل المشكلات . هذه هي الأوقات التي تشتد فيها حاجته إلى أن تتقبله بحب لا إلى نصائحها أو انتقاداتها .

تعلم الإنصات :-
اذا كان الرجل لايفهم ان المرأة مختلفه فيمكن ان يجعل الأمور تسوء عندما يحاول المساعده . يحتاج الرجل إلى ان يتذكروا ان النساء يتحدثن عن مشاكلهن ليصبحن أكثر قرباً وليس للحصول على حلول .
في كثير من الأحيان ترغب المرأة فقط في ان تبوح بمشاعرها عن يومها وزوجها الذي يظن أنه يساعدها يقاطعها مقدماً لها سيلاً من الحلول لمشكلاتها.
على سبيل المثال
تعود ماري الى البيت بعد يوم متعب وترغب وتحتاج الى ان تبوح بمشاعرها عن يومها .
تقول " هناك الكثير من العمل ولا أجد وقتاً لنفسي "
يقول توم " يجب ان تتركي الوظيفه ليس من الواجب عليكِ ان تبذلي كل هذا الجهد حاولي ان تجدي شيئاً تحبين القيام به "
تقول" ولكني احب وظيفتي لكنهم يتوقعون مني ان اغير كل شيء في ظرف برهه"
يقول"لاتستمعي اليهم اعملي فقط حسب طاقتكِ"
تقول ماري " ألا تستطيع مجرد الانصات اليّ "
يقول توم"إنني منصت"
تقول ماري"لماذا حتى اهتم "
بعد هذا النقاش كانت ماري محبطه اكثر مماكانت عليه حين وصلت الى المنزل باحثة عن موده وتعاطف وكان توم ايضاً محبطاً ولم تكن لديه اية فكره عن الخطاء الذي حدث .
دون المعرفه عن الحياة على سطح الزهرة لم يفهم توم كم كان مهماً ان يستمع فقط دون تقديم حلول .ان حلوله زادت الامر سوء .
لم تكن لدى توم أي فكرة عن ان الانصات لماري بتعاطف وهي تعبر عن مشاعرها سيعود عليه بالارتياح ، عندما سمع توم عن الزهريات وكم يحتجن إلى التحدث تعلم بالتدريج كيف ينصت .
بعد ذلك لم تكن ماري وحدها بل ان توم ايضاً شعر بالتحسن ، لقد كان مندهشاً كم كانت زوجته سعيده عندما تعلم كيف ينصت .

اكثر خطأين شائعين نرتكبهما في علاقتنا:
1- يحاول الرجل أن بغبر مشاعر المرأة عندما تكون متضايقة بأن يصبح هو السيد الخبير ويقدم حلولاً لمشكلاتها تؤدي الى ابطال مشاعرها .
2- تحاول المرأة ان تغير سلوك الرجل عندما يرتكب أخطاء بأتقدر ان تصبح هي لجنة تحسين البيت وتقدم نصحاً وانتقاداً دون سابق طلب .

الدفاع عن السيد الخبير ولجنة تحسين البيت
بالاشاره الى هذين الخطأين الكبيرين لست اعني ان هنالك خللاً في كل شيء بالنسبه للسيد الخبير ولجنة تحسين البيت .هذه صفات ايجابيه جداً في أهل المريخ وأهل الزهرة والخطاء يكمن في التوقيت والطريقة .

المرأة تقدر السيد الخبير حق قدره مادام لايبرز عندما تكون متضايقة . يحتاج الرجال إلى ان يتذكروا أنه عندما تكون النساء متضايقات ويتحدثن عن مشكلاتهن فالوقت ليس مناسباً لتقديم الحلول فهي عوضاً عن ذلك بحاجه الى الانصات اليها وستشعر تدريجياً بالتحسن بمفردها . انها لاتحتاج الى إصلاح .

والرجل يكون عظيم الامتنان للجنة تحسين البيت مادامت مطلوبة ، تحتاج النساء الى ان يتذكروا أن النصح أو النقد خصوصاً إذا كان ارتكب خطأ يجعله يشعر بأنه غير محبوب .أنه يحتاج الى تقبلها أكثر من نصحها لكي يتعلم من أخطائه . عندما يشعر الرجل بأن المرأة لاتحاول تحسينه فالاحتمال كبير في انه سيطلب مراجعتها ونصحها.
وفهم هذه الفروق يجعل من السهل علينا ان نحترم حساسية شريكنا وأن نكون أكثر مسانده . وزيادة على ذلك فنحن ندرك أنه عندما يقاومنا شريكنا فيمكن أن يكون ذلك بسبب أننا قد ارتكبنا خطاء في التوقيت والطريقة. ...

وفهم الفروق يجعل من السهل علينا ان نحترم حساسية شريكنا وأن نكون أكثر مسانده . وزيادة على ذلك فنحن ندرك أنه عندما يقاومنا شريكنا فيمكن أن يكون ذلك بسبب أننا قد ارتكبنا خطاء في التوقيت والطريقة. دعونا نستعرض ذلك بشيء من التفصيل ......

عندما تقاوم المرأة حلول الرجل

عندما تقاوم المرأة حلول الرجل يشعر بأن مقدرته تتعرض للشك ونتيجة لذلك يشعر بأنه ليس محلاً للثقة ولا يقدر حق قدره ويتوقف عن الاهتمام .ورغبته في الانصات بتدبر تقل .
بتذكر ان النساء من الزهرة يستطيع الرجل في مثل هذه الاوقات أن يفهم لماذا تقاومه . يمكنه ان يفكر كيف من المحتمل انه كان يقدم حلولاً في الوقت الذي كانت بحاجة الى التعاطف والرعاية .

هذه بعض الامثله الموجزة للطرق التي يمكن للرجل خطأ ان يبطل فيها المشاعر والافهام وان يقدم حلولاً غير مرغوبة ... حاول ان تعرف لماذا يمكن أن تقاومه :
1- "لاتهتمي كثيراً"
2- "ولكن ليس هذا ماقلته "
3- "الامر ليس مهماً للغاية "
4- "حسناً أنا آسف والآن هل نستطيع ان ننسى ذلك "
5- "ولكننا فعلاً نتحدث"
6- "حسناً سأقوم بتنظيف الحديقة الخلفية . هل هذا يجعلكِ سعيدة؟"
7- "هل يمكنكِ ان تدخلي في الموضوع "
8- "كل ماعلينا القيام به هو "
9- "أذا كنتِ غير سعيدة فعندئذٍ يجب فقط ان نطلب الطلاق"
10-"إذا كنتِ ستتذمرين من القيام به فلا تقومي به إذاً"
كل هذه العبارات وغيرها إما أن تبطل أو تحاول ان تشرح مشاعر ضيق أو تقدم حلاً صمم فجأة لتغيير مشاعرها السلبية الى مشاعر ايجابية . الخطوة الاولى التي يستطيع الرجل القيام بها لتغيير هذا النمط هي ببساطه التوقف عن الإدلاء بالتعليقات السابقة لكن التدريب على الانصات تقديم أي تعليقات مبطله أو حلول يعتبر خطوة حاسمه .
وعندما يدرك الرجل بوضوح أن توقيعه وإرساليته قد رُفضت وليس حلوله ، يستطيع الرجل ان يتعامل بشكل افضل بكثير من رفض أمرأة فهو لايأخذ الامر بحساسية شخصية جداً وبتعلم الانصات سيخبر تدريجاً انها ممتنه له اكثر حتى ولو كانت متضايقه منذ البداية.

عندما يقاوم الرجل لجنة تحسين البيت

حينما يقاوم الرجل مقترحات المرأة تشعر كما لو انه غير مكترث فهي تشعر بأن حاجتها غير مقدرة ونتيجة لذلك يمكن فهم شعورها بفقد المساندة وتتوقف عن الثقة به .
في مثل هذه الأحوال .بتذكرها ان الرجل من المريخ تستطيع المرأة ان تفهم بدقه لماذا يقاومها . وتستطيع الاكتشاف كيف انه من المحتمل انها كانت تقدم نصحاً أو نقداً دون طلب بدلاً من مجرد البوح بحاجاتها أو تقديم معلومات أو تقديم التماس .

هنا بعض الامثلة الموجزه للطرق التي يمكن للمرأة خطأ ان تزعج الرجل بتقديم النصح أو مايبدو انه نقد غير ضار . بينما تستكشفين هذه القائمه تذكري ان هذه الاشياء الصغيره يمكن ان تتراكم لتخلق جدار من المقاومه والاستياء . في بعض العبارات يكون النصح أو النقد غير واضح . انظري إذا كنتِ تستطيعين ان تعرفي لماذا يمكن ان يشعر بأنه محكوم .
1- "كيف يمكن ان تفكر في شراء هذا .. عندك غيره "
2- "هناك موضع للوقوف استدر بالسيارة"
3- " تريد قضاء بعض الوقت مع اصدقائك وماذا عني ؟"
4- " لاتضع ذالك الشئء هناك سوف يضيع "
5- " عليك ان تتصل بالسباك .إنه سيعرف ماذا يفعل "
6- " مكتبك لازال غير مرتب كيف تستطيع التفكير هنا ؟متى ستقوم بتنظيفه؟"
7- إنك تقود السياره بسرعه شديده خفف السرعه أو انك ستحصل على مخالفه "
8- "قميصك لايتناسب مع بنطلونك "
9- "لاتأكل بأصابعك أنك تضرب مثلاً سيئاً"
عندما لاتعرف المرأة كيف تطلب الدعم مباشرة من الرجل أو تشاركه في اختلاف رأي بطريقه بناءة . يمكن ان تشعر بالعجز في الحصول على ماتحتاج دون أن تدلي بنصح أو انتقاد .
وبالفهم الواضح انه لايرفض حاجتها ولكنه يرفض الطريقة التي تتقدم بها اليه تستطيع ان تقبل رفضه بحساسية شخصية أقل وان تستكشف طرقاً أكثر تدعيماً للتعبير عن حاجاتها . ستدرك تدريجياً أن الرجل يرغب في أن يتحسن عندما يشعر أنه ينظر إليه على انه المشكلة ذاتها .

إذا كنتِ امرأة فاني اقترح عليكِ للاسبوع المقبل ان تتدربي على الاحجام عن بذل أي نصيحه أو نقد دون طلب . لن يكن الرجل الذي في حياتك ممتناً فقط بل سيكون أكثر انتباهاً وتجاوباً معكِ.
إذا كنت رجلاً فاني اقترح عليك للاسبوع المقبل ان تمارس الانصات كلما تحدثت الى امرأة .بنية فريده في ان تفهم باحترام ماتمر به . عض لسانك كلما اتتك رغبة في ان تقدم حلاً أو تغير طبيعة شعورها . ستندهش حين تشعر كم هي ممتنة لك
الفصل الثالث
يذهب الرجال إلى كهوفهم وتتحدث النساء

إن أحد أعظم الفروق بين الرجال والنساء هي طريقة تعايشهم مع الضغوط ويصبح الرجال أكثر تركيزاً وانسحاباً بينما تصبح النساء مثقلات ومشوشات عاطفياً. وفي هذه الأوقات تكون حاجات الرجال للشعور بتحسن مختلف عن حاجات النساء. فهو يشعر بتحسن عن طريق حل المشكلات بينما تشعر هي بتحسن عن طريق الحديث عن المشكلات. وعدم فهم وقبول هذه الاختلافات يخلق احتكاكات غير ضرورية في علاقاتنا. دعونا ننظر إلى حاله شائعة .
عندما يعود توم إلى المنزل فانه يريد أن يستريح ونسيانها.راءة الأخبار بهدوء .إنه مجهد بمشكلات يومه التي لم تحل ويجد عن طريق نسيانها.
أما زوجته ماري فهي تريد أيضا أن تستريح من يوم متعب. ولكنها تريد أن ترتاح بالحديث عن مشكلات يومها وينشأ التوتر بينهما ببطء ويصبح بالتدريج استياء .
توم يفكر سراً أن ماري تتكلم كثيراً . بينما تشعر ماري بأنه يتجاهلها ودون فهم الفروق بينهما سيزدادان بعداً أيضا.

وحل هذه المشكلة لتوم وماري يعتمد لا على مدى حبهما لبعضهما ولكن على مدى فهمهما للجنس الآخر .
هذه الاختلافات يمكن أن تحل أولاً بفهم أكثر تفصيلاً لكيفية تعايش النساء والرجال مع الضغط النفسي.دعونا نراقب الحياة على سطح المريخ والزهرة ونجمع بعض الاستبصارات عن الرجال والنساء .
التعايش مع الضغط النفسي في المريخ والزهرة
عندما يتضايق الفرد من أهل المريخ لا يتكلم أبدا عما يضايقه فهو لن يثقل كاهل فرد آخر من أهل المريخ بمشكلته إلا إذا كانت مساعدة صديقه ضرورية لحل المشكلة.وبدلاً من ذلك يصبح هادئاً جداً ويدخل إلى كهفه الخاص ليفكر في مشكلته يقلبها جيداً ليجد الحل وعندما يجده يشعر بتحسن ويخرج من كهفه وان لم يكن قادراً على حل المشكلة بنفسه فانه يقوم بشيء لينسى مشكلاته مثل قراءة الأخبار وممارسة لعبه وبتحرير عقله من مشكلات يومه يستطيع تدريجياً أن يسترخي وإذا كان الضغط عظيماً حقاً فيلزمه أن ينخرط في شيء أكثر تحدياً مثل التسابق بسيارته أو التنافس في مسابقه أو تسلق جبل .
عندما تصبح زهرية منزعجة جداً أو تحت ضغط من أحداث يومها تبحث عن شخص ما تثق به وتتحدث إليه بتفصيل دقيق عن مشكلات يومها لكي تشعر بتحسن وعندما تشارك الزهريات شعورهن بالانسحاق يشعرن فجأة بتحسن. وهذا هو اسلوب الزهريات .
المشاركة في مشكلاتك مع شخص آخر تعتبر على سطح الزهرة في الحقيقة علامة حب وثقه وليس عبئاً ولا تشعر الزهريات بالخجل من أن لديهن مشكلات. والأنا لديهن معتمد لا على الظهور بمظهر الكفؤ بل بالاحرى على كونهن في علاقات حميمة . إنهن يشاركن بصراحة مشاعرهن بالانسحاق والارتباك وفقدان الأمل والإنهاك.
تشعر الزهرية برضا عن نفسها عندما يكون لها صديقات محبات تشاطرهن مشاعرها ومشكلاتها ويشعر المريخي بالرضا عندما يتمكن من حل مشكلاته بنفسه.
العثور على الراحة في الكهف
عندما يكون الرجل تحت ضغط نفسي سينسحب إلى كهف عقله ويركز على حل المشكلات ويختار في الغالب المشكلات الأكثر إلحاحا أو أكثر صعوبة ويصبح شديد التركيز على حل هذه القضية إلى درجة أن يفقد الوعي بكل شيء آخر بصورة مؤقتة أما المشكلات الأخرى والمسؤوليات فتتلاشى إلى الخلف .
في مثل هذه الأوقات يصبح الرجل باضطراد مبتعداً وكثير النسيان وغير متجاوب ومنشغلاً في علاقاته فمثلاً حين يدور حديث معه في المنزل يبدو كأن 5% فقط من عقله متاح للعلاقة بينما 95% الأخرى لا تزال في شغل .
إن وعيه الكامل غير حاضر لأنه يقلب مشكلته آملاً أن يجد حلاً وكلما كان مجهوداً اكبر كلما كان استحواذ المشكلة عليه اكبر أنه في مثل هذه الأوقات غير مؤهل لإعطاء المرأة الانتباه والمشاعر التي تتلقاها عادة والتي تستحقها بكل تأكيد . أن عقلة مشغول وهو عاجز عن تحريره ولكن إن استطاع أن يعثر على حل سيشعر بتحسن فوراً ويخرج من كهفه.لكن إن لم يكن قادراً على حل مشكلاته فانه يبقى عالقاً بكهفه وليتحرر فانه يجر إلى حل مشكلات صغيره مثل قراءة الأخبار ومشاهدة التلفاز وقيادة سيارته أو مشاهدة كرة قدم أو أي نشاط تنافسي يتطلب في الأصل 5% من عقله يمكن أن يعينه على نسيان مشكلاته ويصبح متحرراً . ثم في اليوم التالي يستطيع أن يعيد توجيه تركيزه لمشكلته بنجاح أعظم.
مثلاً يلجأ جم عادة لقراءة الصحف لينسى مشكلاته عندما يقرأ الصحيفة فانه لا يعود في مواجهة مع مشكلاته اليومية ويبدأ في تشكيل آراء وإيجاد حلول لمشكلات العالم وبالتدريج يصبح عقله باضطراد مشغولاً بالمشكلات الموجودة في الأخبار وينسى مشكلاته . بهذه الطريقة يحقق التحول من كونه مركزاً على مشكلاته في العمل للتركيز على مشكلات العالم الكثيرة (التي ليس هو مسئولاً عنها بطريقه مباشره ) هذه العملية تحرر عقلة من استحواذ مشكلات العمل وبالتالي يستطيع أن يركز على زوجته وعائلته مرة أخرى .

كيف تتفاعل النساء مع الكهف

عندما يعلق رجل بكهفه فإنه يكون عاجزاً عن منح شريكته الانتباه الجيد الذي تستحقه ومن الصعب عليها أن تكون متقبله له في هذه الأوقات لأنها لا تدري كم هو مجهود. فلو انه كان يأتي إلى البيت ليتكلم عن كل مشكلاته. عندها يمكن أن تكون متعاطفة أكثر وبدلاً من ذلك يحجم عن التحدث عن مشكلاته وتشعر بأنه يتجاهلها أنها تستطيع أن تقرر بأنه منزعج ولكن نفترض خطاء انه لا يهتم بها لأنه لا يتحدث إليها.
والنساء عادة لا يفهمن كيف يتعايش أهل المريخ مع الضغط إنهن يتوقعن أن يفتح الرجال صدورهم ويتحدثون عن كل مشكلاتهم كما تفعل الزهريات عندما يعلق الرجل بكهفه تستاء المرأة من غير انه غير منفتح أكثر وتشعر بألم وحين يفتح على الأخبار أو يخرج ليلعب كرة سله ويتجاهلها .
أن نتوقع من الرجل الذي في كهفه أن يصبح فوراً منفتحاً واستجابياً وودوداً أمر غير واقعي مثلما نتوقع من امرأة منزعجة أن تهداء فوراً وتصبح منطقيه جداً .إن من الخطاء أن نتوقع أن يكون الرجل دوماً على صله بمشاعره العاطفية مثلما هو خطاء أن نتوقع أن تكون مشاعر المرأة عقلانيه ومنطقية.
عندما يدخل أهل المريخ إلى كهوفهم يميلون إلى نسيان أصدقاءهم يمكن أن تكون لديهم مشكلات أيضا وتسيطر الغريزة التي تقول قبل أن تهتم بأي شخص آخر.يجب أن تهتم أولا بنفسك وعندما تشاهد المرأة رد فعل الرجل بهذه الطريقة فإنها تقومها وتستاء من الرجل .
ويمكن أن تطلب دعمه بنبره قاسيه وكأن عليها أن تقاتل من اجل حقوقها مع هذا الرجل العديم الاهتمام وبتذكر أن الرجل من المريخ يمكن للمرأة أن تؤل بشكل صحيح رد فعل اتجاه الضغوط على انه اسلوبه في التعايش مع الضغط بدلاً من انه تعبير عن كيفية شعوره نحوها وتستطيع أن تبداء بالتعاون معه لتحصل على ماتحتاج إليه بدلاً من مقاومته . وعلى الجانب الآخر لدى الرجال عموماً القليل من الوعي عن مدى ما أصبحوا عليه من البعد عندما يكونون في الكهف وحين يدرك الرجل كيف يمكن أن يؤثر انسحابه إلى الكهف على المرأة "، ويستطيع أن يكون متعاطفاً حين تشعر بأنها متجاهله أو غير مهمة وتذكر أن النساء من الزهرة يساعده في أن يكون أكثر تفهماً لردود أفعالها ومشاعرها ودون فهم صدق ردود أفعالها ، يدافع الرجل عن نفسه عادة ويتجادلان .....
عدة إساءات للفهم شائعة:-
1- عندما تقول انك لا تنصت يقول ماذا تقصدين بأنني لا أنصت... أستطيع أن أخبرك بكل ما قلت ِ
يستطيع الرجل عندما يكون في الكهف أن يسجل ما تقوله بنسبة 5% من عقله الذي يستمع.. والرجل يستنبط انه إذا كان يستمع بنسبة 5% فهو إذا يستمع ولكن ما تطلبه هي كل انتباهه غير المجزأ.
2- عندما تقول " أشعر كما لو انك لست حتى هنا " يقول " ماذا تقصدين بأنني لست هنا ؟ بالطبع أنا هنا ألا ترين جسدي ؟"
انه يستنبط انه إذا كان جسده موجوداً فيجب أن لا تقول له انه ليس هناك ولكن على الرغم من أن جسده موجود فإنها لا تشعر بوجوده الكامل وهذا ما قصدته .
3- عندما تقول "أنت ليس لديك أي مشاعر أنت موجود في أعماقك " يقول" ما هو الخطاء في ذلك ؟ بأي طريقة أخرى تتوقعين أن أحل هذه المشكلة؟"
إنه يستنبط أنها أصبحت انتقاديه جداً وكثيرة المطالب لأنه يقوم بشيء أساسي ليتمكن من حل المشكلات . إنه يشعر انه غير مقدر حق قدره وهو با لاضافه إلى ذلك لا يدرك صدق مشاعرها . الرجال عموماً لا يدركون كم يتبدلون بتطرف وبسرعة من كونهم دافئين وحساسين إلى كونهم غير متجاوبين ومبتعدين. الرجل في كهفه مشغول بحل مشكلته ولا يعي كيف يبدوا غير مكترث بالآخرين.
ولزيادة التعاون يحتاج كل من المرأة والرجل إلى أن يفهما بعضهما البعض بشكل أفضل. عندما يبدأ الرجل بتجاهل زوجته.تأخذ هي الأمر بطريقه شخصيه. وإدراك انه يتعايش مع ضغط بطريقته الخاصة نافع للغاية ولكن ذلك لا يعينها دوماً على تخفيف الألم.
في مثل هذه الأوقات يمكن أن تشعر هي بالرغبة في الحديث عن تلك المشاعر. هذا الوقت الذي يكون من المهم بالنسبة للرجل أن يصادق على مشاعرها. انه يحتاج إلى أن يفهم أن لها الحق في أن تتحدث عن شعورها بالتجاهل وعدم المساندة تماماً كما أن له الحق في أن ينسحب إلى داخل كهفه والامتناع عن الكلام .وإذا لم يشعر أنها قد فُهمت فسيكون صعباً بالنسبة إليها أن تتحرر من شعورها بالجرح.

منذ نشأت الخليقة على تقابل الرجل والمرأة امتشجت أواصرهما قسوة ولينا.. ألفة وضجراً.. وعلى مر الدهور لا تزال الحيرة تغلف تلك العلاقة وضوحاً وغموضا.. فظهرت الحكم والأمثال.. الأشعار والقصص.. الأقاويل والأفكار تزيدنا طلسمة حيناً وشفافية حيناً آخر.. ويعد كتاب (الرجال من المريخ، النساء من الزُهرة) (Men Are from mars, Women Are from Venus) لمؤلفه جون جري، الكتاب الأكثر مبيعاً فيما يخص العلاقة بين المرأة والرجل, فقد ترجم إلى أكثر من أربعين لغة وبيع منه ما يزيد عن 15 مليون نسخة.
والمريخ هناك كناية عن الذكورة والموضوعية الجافة، بينما كوكب الزهرة يشير للأنوثة والتفكير العاطفي.. نحن إذا إزاء كوكبين متباعدين ومختلفين أشد الاختلاف، بزعم ذلك الكتاب.
الكتاب يشدد على الفروقات بين المرأة والرجل، محاولاً وضع مفاتيح تساعد المرأة والرجل على فهم الجنس المقابل. وفكرة الاختلاف التي طرحها المؤلف تنبع من طريقة تفكير كل من الجنسين، مثلاً عندما تتذمر المرأة من مشكلة أو تعبر عنها، فإنها تريد فقط الاعتراف والتعاطف والإنصات لشكواها من الجانب الآخر. وعلى النقيض عندما يشكو الرجال من مشاكلهم فإنهم يطلبون حلاً لها. وبناء على ذلك فإن أي اقتراح لحل مشكلة المرأة المشتكية سوف يضايقها، ويشعرها بعدم اهتمام الطرف الآخر لعدم استماعه لشكواها. بينما الاكتفاء بالتعاطف مع مشكلة الرجل دون اقتراح حل سيضايقه لأنه يبحث عن نصيحة وليس عن تعاطف. كذلك عندما تعبر المرأة عن موقفها أو رأيها هي لا تقصده حرفياً كما يفعل الرجل، بل تقصد شيئاً قريباً منه أو مؤشراً له، أي تلميحاً لا تصريحاً.
ورغم تأييد الكثير من الناس والمختصين لمثل هذه الفكرة التقليدية، إلا أن الكتاب أثار جدلاً عالمياً واسعاً, باعتباره ضد المرأة ومنحاز للرجل. وفي تبرير صحة الفروقات هذه يوضح ألن وبراباره بيسي أن الرجل باعتباره أساسا (بيولوجيا) صياد ومدافع عن العائلة لا بد له من التركيز على الهدف للدفاع أو الهجوم، وكنتيجة طبيعية فإن مخ الرجل يتضمن مساحة تحديد الهدف ويطلق عليها (الحيز البصري)، وهي التي تسمح له بالتفكير بالأهداف المصوبة وحل المشاكل. أما المرأة التي هي أساساً لاقطة ثمار ومربية أطفال فإن عقلها مصمم للاتصال والمحادثة، وليس للبحث عن أجوبة أو الحصول على حلول!
أما ليونارد (Leonard Holmes) فله بحث مطول يفند به هذه الادعاءات باعتبارها غير علمية ومجرد أفكار شعبية رائجة. ويؤكد أن الأبحاث من جامعتي برمنجهام وستانفورد على الأفراد المكتئبين أثبتت أن نظرية الرجال من المريخ والنساء من الزهرة باطلة ولا تستند على بيانات بحثية. فالتصورات بأن المرأة المحبطة الباحثة عن عطف الرجل القاسي، هي مجرد تصورات عامة غير مدعومة بالإثباتات العلمية. كما أن الأخصائيين النفسيين لديهم منهج مقولب مسبق يفترض أن النساء المحبطات هن بالغالب متأثرات بالمشاعر والعواطف، بينما الرجال المحبطون هم بالغالب متأثرون بمشاكل العمل أو ضعف إنجازاتهم.
وقد أوضحت دراسة (Journal of Cogenitive Psychotherapy) أن القلق من أن تكون غير محبوب أو فاشل لا علاقة له بالجنس، بل إنه حالة إنسانية لكلا الجنسين. ودعت الدراسة إلى إزالة الجدار الذي بني بين الجنسين من خلال أوهام العامة وقناعات مسبقة غير علمية للمختصين النفسانيين. وإلى كشف الزيف في الكتب الرائجة التي يفضلها العامة لأنها تحاكي قناعاتهم. فقد بينت دراسة (Spangler and Burns) على 427 مُعانٍ من الاكتئاب أنه لا خلاف في الدرجة ولا في الأسباب النفسية بين الرجال والنساء. ويذكر الدكتور بورنز أن خبرته طوال خمسة وعشرين عاماً في عيادة ستانفورد تؤيد هذه النتيجة، فكل من الرجال والنساء ينزعجون من رفض الآخرين لهم أو إنكارهم أو الشعور بالوحدة أو هجران الآخرين لهم بنفس الدرجة. ويذكر بورنز أن هناك تصوراً مقولباً عن المرأة، (وهذا لم أجده طوال عملي فكلاهما يُجرحان من الفشل في العمل أو من الأخطاء بطريقة متشابهة وبنفس النسبة). كذلك وجد الدكتور روبرت ليهي من جامعة كورنل في نيويورك أن كلا الجنسين يتحسنان لنفس الأسباب.
وتقول الدكتورة سبانجلر إن القولبة والمنهج المسبق للأخصائي النفسي يقوده إلى سؤال المريضة في الاتجاه الخطأ مما يصعب من حل أزمتها، وبالمشابه تركيز الأسئلة على الرجل المريض عن وقائع عمله ومهنته ونسيان عواطفه وعلاقاته الشخصية سيقود إلى الاتجاه الخطأ في حل أزمته. وتدلف قائلة: (أنا من الزهرة وأنت من المريخ! هذه رؤية للأشياء بالأبيض والأسود. فهل النساء أكثر عناية والرجال أقل؟ هذا منطق مهين، رغم أني لست رجلاً.) وتقول إن هذه الفكرة العامة المقولبة للأسف منتشرة في المدارس والجامعات رغم أنها بلا سند علمي، لأن المؤلفين النفسانيين يضعون شعبيتهم فوق المسائل العلمية، وأغلب هذه الأفكار يتم الترويج لها بناء على رغبات السوق وليس بناء على بيانات بحثية.
ولكن إذا كانت مثل هذه الأفكار غير دقيقة كيف انتشرت بهذا الحجم؟ تجيب سبانجلر: إنها افتراضات تأتي كيفما اتفق، بناء على تجارب أفراد وحالات خاصة يمكن أن تنطبق على أي حالة أو شخص، تماماً كما يفعل المنجمون في تخرصاتهم، حيث يمكنني مطالعة خريطة الأبراج لكشف الطالع وأجعل من كل واحدة تنطبق علي بصورة أو أخرى. فإذا كان هناك اختلاف هائل بن الجنسين في طريقة التفكير لماذا لا نجدها في البيانات البحثية؟ إن هذه الفكرة الوهمية مريحة لأنها تعطي للناس عذراً كي لا ينفقوا طاقاتهم العاطفية ويستنزفوا وقتهم في محاولة فهم بعضهم البعض. ولكن هذه الأوهام سيكون لها تأثير ضار في فهم العلاقات الشخصية والعائلية. وتشدد الباحثة على عدم جدوى فرز الاختلافات وجمعها في جموعات كذكور وإناث. الاختلافات ليست جنسية بل شخصية. إنه من الجميل الإدراك أن كل شخص لا يفكر مثلك، لكن ليس بسبب أنه رجل أو امرأة بل لأنه إنسان.
أخيراً ومهما كانت الاختلافات، فلا شك أن الرجل والمرأة هما من كوكب الأرض، على الأقل من الناحية الفيزيقية وليست المجازية!!