قلم و حروف .

قلم و حروف


ا فين بالتي



كم انا محتاج اليك ايها القلم لترفع بعض الأتعاب عن كاهلي وتضعها على الورق على شكل كلمات …… كلمات…… يجف الحبر ولكن تبقى الكلمات.
ما اسهل كتابة الكلمات ولكن ما اصعب التنفيذ؟
أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د ……الخ
اليست الحروف نفسها تتكرر كل مرة ؟ ما اسهل الكتابة ولكن كم كان التطبيق صعبا.
في لحظة ما وجدت نفسي مسجونة بين جدران دمعة دافئة..هادئة.. اذرفتها عيني دون ان تخبرني السبب. تخيل لي في تلك اللحظة ان حجم الدنيا لايتجاوز جدران تلك الدمعة او ربما اصغر بكثير أي ربما بحجم رأس الأبرة او حتى اصغر! والمفارقة كانت في تلك اللحظة هي آمالي، حيث كانت آمالي في تلك اللحظة كلها بحجم الجمل الذي من المستحيل ان يخرج من راس الأبرة او يحشر داخل الدمعة! بينما احسست نفسى مسجونة داخل أسوار دمعتي، كان اخي يقول ماذا ستطبخين اليوم و..و.. ولماذا...الخ ..، وابي يقول … ما هذا .. ولماذا...الخ..الخ …بينما كان رأسي يدور في دوامة الحزن والضياع هذه, مسكت قلما و ورقة لأضع عليها اثقالي وتذكرت الأية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحيم "ا ل م ,ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. الذين يوءمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. والذين يوءمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون. اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون." (آية1-5 ، البقرة) وتذكرت ايضا (الا بذكر الله تطمأن القلوب) فقفزت الى صديقي العزيز ال>ي لا افرط فيه ابدا مهما تغير الزمن "القرآن" الذي اضعه بجانب رأسي على السرير وقرأت بعض الآيات وجدت نفسي وكأني شخص آخر ونسيت دوامة الحزن والضياع تلك وأكملت واجباتي اليومية. ومرة اخرى، يوما بعد يوم، اكتشف ايضا أهمية الحروف والقراءة والكتابة والعلم بشكل عام ال>ي علمنا اياه الله تعالى بلا حول منا ولا قوة حيث يقول سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الأنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الأنسان ما لم يعلم." وه>ا يزيد الوعي بأهمية التعلم والتعليم. فلا يتوجب على الأنسان ان يتعلم فقط ولكن يجب عليه ان يعلم ايضا.